الأطفال المشردون أوالمتخلى عنهم بالمغرب حكاية قديمة جديدة، فهي ظاهرة عمرت وتعمرطويلا ورغم الاحتفال العالمي بالطفل الذي كان له موعد، أواخرالشهر الماضي والذي يصادف 20 نونبرمن كل سنة، فإن الحديث في كل وقت عن هذه الظاهرة يفرض نفسه بإلحاح، نظرا إلى مظاهرالبؤس ومشاهد الضياع التي تعطي، بشكل يومي، صورة قاتمة عن وضع أطفال الشوارع الذين لاينتمون إلى عالم الطفولة، كما ينبغي أن يكون، بل ينتمون إلى”غابة” المجتمع، القوي فيها يمارس سلطته وساديته وقوته على الضعيف.
وعلاقة بالموضوع، فإن منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، المعروفة، اختصارا، ب”اليونسيف” ما فتئت تقدم العديد من البرامج التي تعنى بالطفل وتحميه من مجموعة من الأمور، منها الاستغلال والإيذاء والعنف….كما تهدف من خلال هذه البرامج إلى تحقيق العيش الكريم والنماء للأطفال، وسط مناخ وبيئة سويين وسليمين، فضلا عن توفيرالدعم للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لهذه الفئة التي تتسع رقعتها، مع مرور السنوات، حيث يقدرمجموع حاليا بمئات الملايين، المنتشرة عبربقاع العالم.
وتستعين “اليونسيف” بعريضة عالمية، تسعى من خلالها إلى جعل قادة العالم يلتزمون ويعملون من أجل تحقيق مستقبل مشرق للطفولة، بانتشالها من براثن التخلف والحرمان من كل شيء…
كما اعتمدت “اليونسيف” استراتيجية، بإقرارالبرنامج (2008) والتي تعمل على تقديم شتى الخدمات لهم، التعليم، الصحة، المساواة، علما أن المغرب في شخص المرصد الوطني لحقوق الطفل قد انخرط في العمل بشراكة مع هذه المنظمة من أجل أطفال ملتحقين بمدارسهم، مطمئنين في سربهم، قادرين على تحقيق ذواتهم وآمنين من الأذى، بجميع تجلياته.كما أن السلطات عندنا والمؤسسات ومكونات المجتمع المدني على كثرتها، العاملة في هذا المجال، تخدم، بشكل أوبآخر، قضايا وشؤون الأطفال المشردين أوالمتخلى عنهم، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التي تقوم بدورها، فتسلط الضوء على هذه الظاهرة من حين لآخر، للفت انتباه من يعنيهم الأمر، غيرأن السنوات تمردون أن تعطي الجهود المبذولة أكلها، لأن المشاهد اليومية في الشوارع والطرقات وأمام العمارات و”المحلات” التجارية مازالت تخدش صورة الأطفال عندنا، أطفال متسخين، متعاطين ل”السيلسيون”، متسولين، ضعاف البنية، ضائعين في زمن الأخطاء، يتحملون الحرارة في الصيف والافتقارإلى حاجياته. وفي الشتاء، يواجهون البرد القارس والجوع اللذين تصطك لهما أسنانهم، مشكلين بذلك صورة نمطية، اعتاد الجميع رؤيتها، صباحا ومساء وأينما حل وارتحل، فعن أي أطفال يجتمعون ويتحدثون ..يناقشون ويخططون …؟
محمد إمغران