نظمت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف يوم سابع ديسمبر الجاري بفاس ندوة علمية ، اختارت لها عنونا مثيرا ” بين حوار وصدام الحضارات : هل يتحول إذكاء النزاعات إلى أصل تجاري لوسائل الإعلام ؟ ”
شارك في تأطير الندوة مفكر وعالم وفيلسوف ومهني.. وقد أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في حديثه على أن الوعي بأولوية تفكيك الأنساق الحضارية يستدعي امتلاك أنزيمات التفكيك.. وهذه لم تغب عن وعي وضمير الأسلاف ؛ من أمثال البيروني وابن فضلان وابن بطوطة وابن خلدون ؛ إذ اختار كل واحد منهم منطلقه في الاستيعاب والتمثل ثم التحليل والتأويل..ونحت اجتهادات غربية منحى إعمال أنزيمات تفكيك الظاهرة الحضارية ( راتزل ، فرانس بواز ، مارغريت ميد ، دومينيك شوفلييه..)
لكن المطلوب راهنا – يقول السيد عبادي – هو إحداث انغراس مهاري يسمح بتلمح رقعة عالم اليوم ؛ الذي انتقل من متناهي الكبر إلى منتهى الصغر ؟! ومن ثم ترتفع الحاجة إلى:
. بناء مراصد لتفكيك الحضارات..
. تأسيس محاضن التكوين في الجامعات..
. استحداث مراكز لاستبانة المفاصل ( وفق المنظور الخلدوني ) ، وهذه المفاصل هي :
- الوعي بالحضارة بالعادات الدينية والثقافية والفنية والتعبيرية والألسنية والتصورية.
- تمثل كل القنوات لفهم مكونات المجتمع..
- تحديد الغايات وبلورة الأجندات..
- ضبط مآلات الحوار في ضوء مجتمعات.
- الوعي بالقضايا الحارقة ؛ وهي :
– مساهمة الأبناء في قتل كوكبهم..
– الخوف المتبادل..
– الحاجة إلى جعل الحوار مطلبا وظيفيا وليس شعارا..
_ التصدي للادمان على الديجتال والمخدرات..
عبد اللطيف شهبون