37
أمام الشاطئ
ــــــــــــــ
…
أنا في مرتيل للنقاهة والاستراحة .
ما أجمل البحر وما أهدأه هذه الأيام، فهو ليس بالمُزبد ، وأمواجه الصغيرة لا تكاد تشعرك بأن في أعماقه حركة ،
صورة البحر انعكاس لحالتي ، فأنا الذي أسعى على رماله أبدو كالهادئ، ولستُ كذلك .
الموج الذي أرى لا يُغَنِّي…..
لكن هناك في أعماقي أنا، رغم الصمت الذي على شفتي
أغنيةٌ لا تعرف سبيلاً لتهدأ,
ربما مع هدوئها يكون شفائي.
ـــــــــــــــــــــ
38 ـ في انتظار إحساس
ـــــــ
ها أنذا وقد وقفتُ على فشلي في كل ما حاولتُه، أجلس في انتظار أن يملأني إحساسٌ بأنني قد فشِلت حتى في أن أكون فاشلاً كامل الفشل، لا بياض إيمان يغمر طريقي ويرفرف بأنواره مع دبيب خطواتي، ولا سواد كفر يَزْمَهِرُّ على جبيني، فما اصدق وصف من لم يضق بخيباته وهو يسخر من أدنى ما فاز به من علامات فسمَّى ما حصل عليه بالصفر المريح.
أيكون أقصى الفشل هو تلك الرصاصة التي تقتل فلا يسمعها من تصيبه؟
ما أجمل أن تغادر الدنيا عارياً كما دخلتها عارياً.
اللهم اجعلني أغادر ولا أغلال في عنقي ولا قيود تثقل أقدامي ومعصميّ.
وآخر صلاتي أن يبقى معي فشلي فلا أخدع أحداً في العالمين.
فأنا لا أرى نوراً ولا ظلمة قربي.
ولا شيء إلا الصفر فهو الأرحم في ما أراه وما لا ترون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد بنميمون