تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة) العلامة الأديب قاضي مدينة العرائش سيدي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف البشير أفيلال.
-58-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه ويخبره بإرسال ما أوصاه به من أغراض، ويتشوّق لزيارته…]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه
سيّدنا ومحلّ أخينا، العلاّمة الأفضل، الشريف الأديب النّبيه الأكمل، مولاي البشير بن العلامة المرحوم القاضي سيدي التهامي أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام على سيادتك ورحمة الله وبركاته وتحياته ورضوانه.
وبعد، فقد وافانا كتابك الأعزّ أفادنا سلامتكم وعافيتكم أدامهما المولى علينا وعليكم، وحمدنا الله على ذلك، وجميع ما شرحته صرنا منه على بال. أمّا إخبارك لنا بظهور طبيب بسبتة ماهر، وقد أشار على أختك الشريفة بدواء، وظهر لها علامة النّجاح، فالحمد لله على شفائها، نطلب الله تمام الشّفاء.
وأمّا تولية ابن عمّك العلامة القضاء سيجي الحسن، وبنيابتك علينا في تهنئته، فبارك الله لنا فيكم وجزاكم عنّا خيراً.
وأمّا ارتقابك لنا مع محلّ الأخ سيدنا الشريف سيدي محمد الدّبّاغ للوصول لحضرتكم، فنحن على ذلك العهد بحول الله. وها نحن ننتظر ورود كتابه بإخبارنا بالتّهيئ للسفر لحضرتنا، وحين يحلّ طرفنا نطيّر لك الإعلام بيوم سفرنا لحضرتكم بحول الله وقوّته.
وأمّا ثوب شاركه الذي طلبته منّا فقد أرسلنا لك مشتراة مع جسّوس، حيث إنّه لم يمكنني إرسال ذلك بالبوسطة للغلف، فانظر القطع الكبار الواصلين لك مع جسوس المذكور، ليظهر لك الثّوب. وأمّا اللون، فالألوان كثيرة، وثمن ذلك لكلّ ميطر في 55 ، فها أنا في انتظار ورود جوابك إذا صلح لك لونٌ فيرد عليك بحول الله فوراً.
مسلّماً على سيّدنا ابن عمّك مولاي علال، وعلى أخويك العلامة سيدي الحاج محمد، والخيّر البركة سيدي الحاج عبد السلام، وعلى العلامة الشريف سسيدي أحمد الزواقي، وعلى العلامة المحبّ الوزير سيدي أحمد الرّهوني، وعلى جميع الأحبّة، كما يسلّم عليك النّجل البار سيدي محمد المكي، والأخ سيدي الوافي، وعلى جميع الأحباب والأصحاب، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام.
في 23 قعدة عام 1351هـ.
أحمد الفاسي كان الله له
ومنه: والله يا أخي لو وجدت السكنى بحضرتكم لأتيت، لولا الموانع العارضة لنا، واطلبوا الله لنا بالألطاف الخفيّة، فإنّنا في ضيق عظيم، فرّج الله علينا. صحّ به.
-59-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه ويتشوّق لزيارته…]
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وآله وصحبه
سيّدنا ومحلّ أخينا في الله، الشريف العلامة الأفضل، الأديب السّميدع الأكمل، سيدي البشير بن العلامة القاضي المرحوم سيدي التهامي أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد، فقد وافانا كتابك الأعزّ، أفادنا سلامتكم وعافيتكم، أدامهما المولى علينا وعليكم، وحمدنا الله على ذلك بخبر وصول الحزام الموافق الغرض، فالحمد لله على ذلك، فبصحّتكم وعافيتكم.
وأمّا مقابلتكم واحتفالكم بالعلامة القاضي سيدي محمد اسكيرج بعد سلامنا عليه، وثناؤه علينا بارك الله لنا فيكم، وجزاكم عنا خيراً، وقيامكم بإكرامه، فذلك معلوم منكم، وغير مكتسب لكم، فالكرم ملككم، وكلّ جميل ميراثكم وسجيّتكم، ولا يشكّ في ذلك إلا من طمس الله بصيرته، وأعمى سريرته.
وأمّا وصول كتاب المحبّ الشريف الأفضل سيدي محمد الدّبّاغ ليدكم وتشوقكم لإيّابه، ففي أمسه عند الساعة 11 الحادية عشر قبل الزّوال حلّ حضرتنا بعدما خرجنا لملاقاته، ووصل بالسلامة والعافية، وحلّ داره والحمد لله، وما سألني عن أحد قبل سيادتكم، وهو يلهج بذكركم كثيراً بعد سلامه على كلّ واحد من سيادتكم كبيراً وصغيراً، خصوصاً عليك وعلى أخيك العلامة الأفضل سيدي الحاج محمد، ولا تسأل عمّا حصل له من الاشتياق إلى ملاقاتكم، ولعلّه بعد التّاريخ بشهر نحلّ حضرتكم بقصد صلة الرحم مع سيادتكم، وزيارة جدّكم مولانا عبد السلام، مع المرور على مدينة الشاون بحول الله وقوّته، وحين يقع الاتّفاق معه بحول الله، نطيّر لكم الإعلام إن شاء الله.
مسلّماً على سيّدتنا الوالدة، واطلب لنا منها صالح أدعيتها، وعلى ابن عمّكم العلامة سيدي علال، وعلى سيدي الحسن، وعلى أنجال الجميع، ومن هنا النّجل والأحباب والإخوة، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام.
في 14 ربيع الثاني عام 1351هـ.
أحمد الفاسي كان الله له
د. يونس السباح