من شروط السماع الصوفي أن يكون بحضور الشيخ المربي :
- قائد الفقير لما ينفعه ويقربه من الحق تعالى
- مرشد معين لتنمية الذوق وترقية الوجدان
- مدعم الاحساس وميسر حضور القلب
- موجه الفهم ومزيل الوهم
الشيخ المربي هو السبيل المنير لهذه المراقي ؛ وركيزة المعرفة الحقة زمكانيا،
وفي بسط هذا المعنى قال ابن عربي في فتوحاته المكية :
” ولهذا من شرط أهل الله في السماع المقيد بالنغم أن يكونوا :
ـ على قلب رجل واحد
ـ لا يكون فيهم من ليس من جنسهم
ـ لا يحضرون الا مع الأمثال ، أو مع المؤمنين بأحوالهم ؛ المعتقدين فيهم ..”
وأما المتون المسموعة فمعين ارتواء وأداة لتوضيح حقائق الطريق الى الله ، وهي حقائق لائحة في قلوب الفقراء الذاكرين الذين يجوبون في أحوالهم ومقاماتهم منابع الأنوار الربانية بصدق نية وتوجه ..
استن الصوفية أشكالا رئيسة للتعبير عن الحقائق والدقائق والرقائق ؛ فهي اما :
- كتابة نثرية بلغة عليا ( فصيحة أو دارجة )
- قصص رمزية بتلويحات جاذبة..
- شعر صوفي غني بتكثيف لفظي واتساع دلالي ومكاشفات وصول ومشاهدات ولاية..
ومن السمات الرئيسة للأدب الصوفي المسموع ميله الى الترميز والتكنية وضرب المثل ؛ ومن هذا الضرب قول عبد الكريم الجيلي :
مفاتيح أقفال الغيوب أتتك في خزائن أقوالي ، فهل أنت سامـع ؟
وها أنذا أخفي، وأضمر تارة لرمز الهوى،ما السر عندي ذائع
وغني عن البيان أن هذا الترميز الصوفي يتولى كشفه ، وابانته الشيخ المربي قولا وفعلا وتدوينا..
ومن هذه الترميزات : الاشارة للذات الالهية بأسماء من قبيل ” ليلى “ ؛ وهو توجه رامز الى كون جميع مظاهر الجمال والحسن في الكون تجليات للجمال الرباني؛ ولذا فالأسماء الآدمية اشارات للجمال الأزلي ؛ قال ابن الفارض :
وتظهر للعشاق في كل مظهر
من اللبس في أشكال حسن بديـعة
وقد جلى محيي الدين ابن عربي هذه السمة الأسلوبية في قوله :
كل مـــــا أذكره من طلـــــل
أو ربـــوع أو مغــان كل ما
وكذا ان قلت هي ، أو قلت هو
أو همو أو هن جمعا أو هما
كل مــا أذكره مما جــــرى
ذكره أو مثله أن تفهمــــــــا
منه أسرار وأنوار جلت
أو علت جاء بها رب السمــا
فاصرف الخاطر عن ظاهرها
واطلب البــاطن حتى تعلما