نوقِشَت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ تطوان أطروحة دكتوراه في الدراسات العربية، تقدّم بها الطالب الباحث إبراهيم السمار، بعنوان: «الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي: الحياة والأثر»، وتكوّنت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة الأفاضل: الدكتورة سعاد الناصر أستاذة التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي ـ رئيسا ، والدكتور محمد أوغانم مشرفا، والدكتور أحمد بوعود ـ أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب تطوان شعبة الفلسفة ـ عضوا، والدكتور عبد الرحيم الإدريسي البوزيدي ـ أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة ـ عضوا، وبعد المناقشة والمداولة مُنِح الطالب الباحث درجة الدكتوراه في الدراسات العربية بميزة مشرف.
وهذا مُلَخَّص أبرز ما جاء في مُرافَعَتِه:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي جعل في ذكره راحةً للنفوس. أحمده سبحانه لأبلغ بحمده رضاه وأؤدي به شكره وأستمطر به المزيد من فضله الكريم.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبي الهدى وكنز الصفا، سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، صلاةً تكون لنا طريقاً لقربه، وتأكيداً لحبه، وباباً لجمعنا عليه، وهديةً مقبولةً بين يديه، وسلم وبارك كذلك أبداً. وارض عن آله وصحبه السعداء، واكسنا حلل الرضا.
أستهل عرفاني بمن كانا سببا في وجودي وأوصاني بهم ربي خيرا، أبي وأمي رحمهما الله تعالى.
بدايةً يطيب لي أن أعرب عن سعادتي وامتناني وشكري الجزيل إلى الأستاذ المشرف الدكتور محمد أوغانم على تضحياته وتوجيهاته خلال مدة إعداد البحث سواء تعلق الأمر بالجانب العملي أو العلمي أو التقني دون كلل ولا ملل.
وبما أن المناسبة شرط والمقام والحال هو مناقشة الحياة والأثر للأستاذ الفاضل عبد السلام العمراني الخالدي. فأغتنم هذه اللحظة لأقدم له شكرا خاصا مملوءً بتعابير التقدير والاحترام لما وجدت عنده من كرم الضيافة وحسن الاستقبال وفساحة الصدر وجميل الصبر. حيث لم يبخل علي من عطاء فيضه وغزارة علمه. بل قدم لي كل الدعم والمساندة. فبارك الله له في عمره وأثابه على صنيعه.
ولا يفوتني الحديث عن رجل حق في قدره قول الشاعر:
كم من رجل يعد بألف رجل وكم من ألف يمرون بلا عداد
الأستاذ الفاضل الدكتور عبد اللطيف شهبون. الذي أفاض عليَّ من غزير علمه ومزيدِ عطاءه طوال سنوات الدراسة الجامعية العليا.
شكر مقرون بالفضل والامتنان إلى السيدة الفاضلة والسادة الأفاضل أساتذتي الكرام أعضاء لجنة المناقشة: دة. سعاد ناصر منسقة ماستر الكتابة النسائية، ود محمد أوغانم رئيس شعبة الدراسات الإسلامية والمسؤول عن ماستر العقيدة الإسلامية: علوم وحضارة . ود. عبد الرحيم الادريسي البوزيدي الباحث المتخصص في بلاغة الصورة. ود. أحمد بوعود المفكر والفيلسوف النبيل. الذين سهروا على قراءة هذا العمل وتقويمه. وهم جميعا شموع ينيرون طريق العلم.
و لا أستثني زميلاتي الكريمات وزملائي الكرام وأخص بالذكر المرحومة الدكتورة الفاضلة هدى المجاطي التي نسأل العلي القدير أن يتغمدها برحمته وأن يكرمها بمجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقها النظر إلى وجهه الكريم. والدكتور الفاضل هشام العجاج. وكل من ساعدني على إنجاز هذه الأطروحة.
موضوع أطروحتي بعنوان” الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي: الحياة والأثر“.
وتكمن أهمية هذا الموضوع في كونه ينطوي على مجموعة من الدعامات والأسس، التي تجعلني أومن به إيماناً راسخا أذكر منها:
- أن الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي هو أحد لبنات رجالات الفكر والأدب والتصوف المعاصرين في المملكة المغربية.
- أن اهتمامي بالأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي وأثاره، مدخل لاهتمامي برجالات وتراث المنطقة الشمالية.
- أنني لم أقف على بحث أو دراسة تبرز جليل أعماله، التي تنوعت وتعددت بين التراجم والشروح والتآليف والتفاسير….،من جهة. ووجود الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي، بين ظهراننا، يعط طعما فريدا لأطروحتي، ويجعلني أرتاح لمصادر المعلومات التي حصلت عليها في حق شخصه، فهو المرجع الأساس لها من جهة أخرى.
وإجمالا، إذا كان جديد هذا المشروع هو تقديم أثر الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي من حيث هو تراث لم ينل حضه من الدراسة والاهتمام لدى كثير من الدارسين والباحثين – جردا وإحصاء وتحقيقا ودراسةً لقضاياه . ومن ثمة الإسهام في حمايته من خلال إخراجه إلى كافة المهتمين – فإن مكانته من حيث كمه ونوعه وقضاياه ومشاربه كفيلة بأن تكون ورقةً رابحةً للمشروع.
وقد جاء معمار هذه الأطروحة بعد المقدمة على بابين:
- الباب الأول:
ضم فصلين، خصص الأول لسرد مفصل لسيرة الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي، منذ ولادته ونشأته إلى المراحل الأخيرة من إعداد هذا العمل. كما أبرزت فيه إنتاجاته وانتسابه إلى طريقة من الطرق الصوفية. “الزاوية العجيبية”
أما الفصل الثاني فقد خصصته لجمع خلاصة أثره وإنتاجاته الغزيرة والمتنوعة، حيث قمت بتبويبها حسب موادها ومواضيعها وأجناسها.
- الباب الثاني: ضم ثلاثة فصول، كل فصل انفرد بنوع من الموضوعات التي أنتجها الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي. فنجد الفصل الأول من هذا الباب، مخصصا للشروح وقد ضم مبحثين، عرضت في المبحث الأول شرح الدعاء الناصري الذي وسمه المؤلف بـ: “النور البصائري في شرح الدعاء الناصري”. وفي المبحث الثاني عرصت مؤلفا بعنوان: “التحف النجية، معراجية سيدي أحمد بن عجيبة، معراجية ابن عربي العجيبة، وشرحنا لمفرداتها الصعبة”.
الفصل الثاني من هذا الباب مخصصا لنصوص تراثية. وفيه ثلاثة مباحث، كالتالي: المبحث الأول تحت عنوان “العمدة في طريق الخلاص، من كل معوقات السير إلى مقام الخواص”. والمبحث الثاني “الكنز الثمين في كشف أسرار الدين”. والمبحث الثالث، ” بستان التمتع والغبط، في ذكر شخصيات من بلاد الهبط”.
الفصل الثالث وقد أفردته لنماذج قيد الإصدار. واقتطفت من روضتها نموذجين:
- الأول ” تنوير البصائر إلى كل من في طريق حضرة الله سائر”.
- والثاني “إشراقات في جرد مائة وعشر إشارات مختارة من البحر المديد”.
وختمت رحلة البحث بخلاصة تركيبية ضمت أهم الخلاصات والنتائج، والاستنتاجات والآفاق والامتدادات، مع المصادر والمراجع التي أسهمت في إغناء مادة البحث: من آيات وأحاديث وأشعار، وأمثال وحكم وكتب وأعلام بشرية وجغرافية ثم فهرس محتويات الأطروحة.
أما الخطوات المنهجية المتبعة، فقد اعتمدت على الرواية الشفاهية، والاشتغال بآليات المنهج التوثيقي أثناء إحصاء وجرد تراث الاستاذ عبد السلام العمراني الخالدي، أو فيما يخص إنتاجاته أو ما يتعلق المطبوعة أو التي هي قيد الإصدار.
بالنسبة للمدخل التاريخي، اعتمدت على الرواية الشفاهية، والوثائق المكتوبة.
وقد تعددت المصادر والمراجع حسب الحاجة البحثية، وجاء في مقدمتها مجموع مؤلفات الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي، فهي لب الأطروحة ومحورها. كما التجأت الى مجموعة من المصادر المختلفة؛ منها المرتبط بجنس الشروح الأدبية والتصوف. دون إهمال المعاجم اللغوية وكتب التراجم والتاريخ والعلوم الشرعية المرتبطة بالحديث والتفسير.
وسمَة هذه الأطروحة تتجلى في كونها:
- ذات سبق في الاشتغال على أثر الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي.
- تمتاز بغزارة التأليف الخاص بالتصوف، فالأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي من مريدي الزاوية العجيبية كما صرح مرارا، وتشهد بذلك اتجاهاته في الكتابة.
- حلقة في دراسة الإنتاج الغزير للأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي، والتي تفتح آفاقا بحثيةً واسعةً.
ختاما أسأل الله تعالى أن تكون هذه الأطروحة قد أسهمت في تقديم صورة عن حياة الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي وخصائص إنتاجه الفكري.
فما كان صوابًا فمن الله عز وجل وما كان تقصيرا فمن نفسي. والحمد لله رب العالمين.