“وقف قربي وقد جن الليل، فظننت أنه شيخ منصرف عن صلاة ،وقد أسدل على وجهه غطاء جلبابه، وبدا لي أنه يحمل في يديه شيئا يقطر ماء، فلما أضاءت سيارة، فاجأتْ وقفتَنا، ما حولنا، رأيته، كان هو القذافي .. ويداه تقطران دما نجيعا، فتسمرت في مكاني، فصاح بي : بل أنا علي عبد الله صالح، وهذا الخنجر من كمال هيئة الرجل اليمني. وقبل أن يكمل كنتُ قد أغميَ عليَّ.”
لكنني في تاريخ مشابه لأوائل شهر الكذب من عام الوباء بل منذ أيام فقط، قد لا تزيد على الأسبوع إلا قليلاً، وجدتني أستيقظ من إغماءتي ونفس الرعب يملأ علي مجامع نفسي ، تلاحقني سياط رئيس وهو يطاردني على عربة لها قوة مئات الآلاف من الأحصنة الجامحة، وإن كان لا يملك حتى قوة أن يرفع صوته معلناً لشعبه أنه حي لا يزال، كما يُصْلِتُ في وجهي رئيس عربي آخر عصا جنرال تتوعدني إن هي أدركتني بأقسى العقاب ، من أجل أنني مع كل أبناء شعبه أومن ألا مستقبل لنا تحت قيادة ديناصورات لا تشبع كرسيُّ الحكم جنونهم !!!
وما زلت أجري وأنا أرى أن كابوسي أرحم من صحوي الذي لن ينتهي بي إلا منهاراً في ما أعد لي من سراديب مظلمة هي ” أعظم” ما قدمته لي أيامي المتهاوية.
أحمد بنميمون