بدعوة كريمة من مندوبية وزارة الثقافة بتطوان وفرع رابطة كاتبات المغرب بها، شاركت في تكريم الأستاذة الدكتورة جميلة رزقي في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة رفقة نخبة طيبة من الأدباء والأديبات والأساتذة والأستاذات والطلبة والطالبات وجمهور مثقف من حاضرة تطوان..
كان تكريم الدكتورة جميلة – حفظها الله – التفاتة أخلاقية نحو نموذج أستاذة جمَّعت في ذاتها خصالا إنسانية وخاصيات علمية عزيزة النظير..
ولما تزامن هذا التكريم مع احتفال العالم بيوم المرأة – والمناسبة شرط كما قيل – كان لا بد لي من الإشارة إلى بعض ملامح السياق الحقوقي الذي عرفته بلادنا، وما زالت دينامياته سارية..
عرفت بلادنا توجهات خاصة في تعاطيها مع ملفات كبرى، ومن بينها ملف حقوق المرأة ؛ حيث برزت بعض تحولات نحو ثقافة الحقّ نتيجة آليات ومكانيزمات متأثرة بتراكم داخلي ومحمول خارجي.. ساهمت مجتمعة في فرز مسلكيات جديدة..
وبدهي أن التوصيات الدولية في موضوع “المساواة ” حسب النوع دفعت الدول للتوقيع على معاهدات؛ خاصة معاهدة القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة؛ وهذا الأمر ألزمها مراجعة متونها القانونية.. خاصة وأن حماية حقوق المرأة تقتضي :
. تحصين المكتسبات فعلا وأجراة..
. مواجهة العراقيل والإكراهات..
. توسيع أوراش التوعية والتحسيس والنهوض والتأطير..
. القيام بإصلاحات هيكلية وعميقة لمواجهة الفقر والهشاشة والاقتصاد الحاط بالكرامة ومحاربة الأمية بمستوياتها الأبجدية والوظيفية والحضارية..
كان لا بد لي من هذا التذكير الحقوقي المرتبط بأوضاع المرأة في شتى المجالات.. بما فيها مجال التعليم الجامعي الذي يعرف أوضاعا مزرية رغم توفره على بعض مراكز علوم الإنسان؟!
تعرفت إلى الدكتورة جميلة رزقي منذ ما يزيد عن ربع قرن.. وقد اتسم مسيرها العلمي بتنوع وتميز في علوم اللغة والأدب والمناهج.. ومن ذلك :
– ابن جني وأصول النحو العربي
– محمد بوجندار شاعرا
– مالك ابن المرحَّل أديبا
– الحركة الأدبية في سبتة زمن العزفيين
– حول منهجية الأستاذ محمد ابن شريفة في تحقيق التراث الأندلسي المخطوط
فضلا عن ذلك فالدكتورة جميلة ذات حضور وازن في :
. التدريس بأسلاك الإجازة والماستر؛ خاصة ماستر الأدب العربي في المغرب العلوي: الأصول والامتدادات، وماستر الكتابة النسائية
. تأطير بحوث الإجازة والماستر
. تأطير وفحص ومناقشة أطروحات الدكتوراة بآداب تطوان وغيرها من المؤسسات الجامعية..
الدكتورة جميلة رزقي أستاذة قديرة، واسعة الاطلاع، دقيقة الفهم، عميقة الأسئلة إزاء كل ما تقرأ..
آخر ما قرأت من إنتاجها مقالة علمية في التصوف بالغرب الإسلامي بعنوان ” التواصل الصوفي بين تونس والمغرب من خلال أبي الحسن الشاذُلي ».
عبد اللطيف شهبون